أكتب هذا المقال وتملؤني الحماسة لهذا المشروع. موقع أبجد، الحاصل على جائزة محمد بن راشد لأفضل مشروع ناشئ على مستوى الوطن العربي عام 2013.
أكتب وأنا راغب في أن
يكون لأبجد دورا أساسيا في التنمية الثقافية وتحفيز الوعي بين شرائح
مستخدمي الإنترنت في البلاد العربية. أكتب كي لا يظل أبجد مجرد مشروع ناشئ.
أكتب ويملؤني الأمل في أن يكون
لما أكتبه دورا ولو بسيطا في أن يتحرك أبجد للأمام ويترك موقعه الدافئ
المريح كمشروع ناشئ ناجح حاصل على جائزة وبه عدد ليس بقليل من المستخدمين.
أكتب لكم أنتم، يا من تقودون هذا المشروع، ولكم الحق في أن تضربوا بكلامي
عرض الحائط أو تلقوا به في الهواء كذرات غبار لا قيمة لها، أو من الممكن أن
تحاولوا التفكير فيه بموضوعية بعيدا عن الزهو بعدد المشتركين أو الفخر
بالحصول على جائزة لمشروع ناشئ.
في العام الماضي كنت قد حضرت
ورشة عمل في القاهرة تحت رعاية USAID عن موضوع يخص المشاريع الناشئة بشكل
كبير للغاية وتحت عنوان Business Model Development . تحدث المحاضر (وكان
أمريكيا ساهم في تأسيس عدد كبير من المشاريع الناشئة في Silicon Valley) عن
الكثير من النقاط التي من الواجب على كل من ييدأ مشروع ناشئ فهمها
ومعرفتها. ومن ضمن ما تحدث عنه هو إحصائية كان قد قامت بها مؤسسة مسئولة عن
تمويل المشاريع الناشئة. وتتحدث الإحصائية عن أن قرابة ال 88% من
المشاريع الناشئة على مستوى العالم تتوقف بعد عام أو اثنين من إنطلاقها.
ومن الأسباب الرئيسية المذكورة لتفسير ارتفاع هذه النسبة من الفشل في
استمرارية المشاريع الناشئة والتي كانت مفاجأة كبيرة، هي التوقف عن
الاستمرارية في تطوير المشروع الناشئ (Enhancement) بمجرد الوصول لحالة من
الإستقرار في تشغيل المشروع سواء كان موقع أو تطبيق على الهواتف. وتبدو هذه
الإحصائية بها الكثير من المنطق. ففي وسعنا أن نرى التحديثات المستمرة
التي تقوم بها فرق التطوير لأكبر مواقع التواصل الإجتماعي على الرغم من رضا
المستخدمين عن أشكال المواقع التي ألفوها وإنزعاجهم مع كل تغيير جديد.
ولكن هذا الإنزعاج يتحول مع الوقت وفي فترة قصيرة إلى رضا عن التحديث
الجديد ومن الممكن إعتبار هذا نجاح لمواقع التواصل الإجتماعي في فهم وتطبيق
UX/UI and Usability Principles.
وسأنتقل هنا للحديث بشكل خاص عن
أبجد. وسيكون كلامي بصفتي مهندس للبرمجيات ومستخدم للموقع ولي تجربة أيضا
مع إدارة المشاريع الناشئة وتحديد المهام ومتابعة تنفيذها بالإضافة لتحديد
السياسات العامة والاستراتيجيات المستقبلية كإستهداف شرائح معينة من
المستخدمين أو إدخال تطبيقات مأخوذة عن أوراق بحثية لفريق المشروع في علوم
الحاسب لكي يمكننا الوصول لبعض الحلول المبتكرة التي لا توفرها البرمجيات
المتاحة.
أول ما يبعث في داخلي الرغبة في
حتمية تحرك أبجد للأمام هو صفة “ناشئ” التي فاز بها المشروع بجائزة. نحن
نحتاج لأن يتحرك المشروع من موقعه كمشروع ناشئ إلى موقع أكبر وأفضل. وهذا
يحتاج في رأيي إعادة التفكير في السياسات العامة واستراتيجية المشروع كليا.
يحتاج فريق العمل الجلوس من جديد في جلسات عصف ذهني عاصفة فعليا. ومراجعة
الأهداف التي وضعوها في بداية إنشائهم لأبجد ويتسائلوا عما يجب أن يضاف أو
يخرج من حساباتهم كخطوط عامة للأهداف الرئيسية وكيفية تنفيذ هذه الاهداف
لكي يصبح أبجد مشروع ناجح (وليس مشروع ناشئ ناجح) وهذه هي الخطوة التي
ستكون قادرة على جعله بعد ذلك شركة ناجحة.
وقد أعلن مؤسسي الموقع في فيديو
قصير لهم عن رغبتهم بأن يقوم أبجد بدور المجتمع المفتوح للقراء والكُتاب
ودور النشر على مستوى الوطن العربي وأنا متحمس لرغبتهم هذه بكل تأكيد. ولكن
أليس من حق المستخدم الجديد أن يعرف أكثر عن الموقع ورسالته وما يتعلق
بهذا كله من تفاصيل والتي دائما ما تكون موجودة في صفحة غالبا ما تسمى
about us. بحثت كثيرا في الموقع عندما بدأت إستخدامي له لكي أعرف أكثر عن
هذا المشروع فلم أجد أي صفحة عليه تجعلني أتعرف على أي معلومات عنه.
هناك أيضا بعض الأشياء التي لم
أفهمها والتي من الممكن أن تبدو في ظاهرها مجرد تفاصيل بسيطة ولكن حتى أدق
التفاصيل تحتاج للكثير من الجهد لتغطيتها. وسأكتب ما لاحظت في الموقع قدر
ما أمكنني من إختصار عسى أن تكون هذه الملاحظات ذا نفع لهم.
- عدم إمكانية أن تكتب مقال سوى
عن طريق إرساله لبريد الموقع وإن وافقوا عليه ينشر وإن لم يوافقوا بالطبع
لن ينشر. ولا أستطيع صراحة أن أتفهم أي سبب لهذه الطريقة الأبوية في
التعامل مع مستخدمي الموقع. فمن يريد أن يكتب شئ سئ لن ينتظر أن يكتبه في
مقال لأن هناك مساحات أخرى على الموقع تسمح له بأن يكتب ما يشاء كالتعليق
على الكتب أو الإقتباسات أو الأبجديات (على فرض أن المستخدم أراد الإساءة).
التناقض الرئيسي هو أنني وجدت الموقع ينشر مقال عن رفضه الرقابة على الكتب
وها هم ينفذون الرقابة على مجرد مقالات!
- لاحظت أيضا إهتمام بعض أفراد
فريق الموقع بأن يعلقوا على بعض الأبجديات بتوجيه المستخدمين إلى إمكانية
أن يضيفوا ما يكتبوه لصفحات الإقتباسات إن كان يخص كاتب بعينه أو إذا كانت
الأبجدية تحمل رابط مقال خارجي فينصحوه بأن ينقل المقال كاملا في الأبجدية
ويذيله بالرابط الخارجي، وقد حدث هذا معي شخصيا. وأريد أن أقول لإدارة
الموقع أن هذا ليس دورهم ولا حتى دور المسئول عن الإعلام الإجتماعي.دوركم
ليس توجيه المستخدمين. هذا خطأ في سياسة إدارة الموقع ومزعج للمستخدم. إن
كنت قد صممت الموقع بشكل بسيط وواضح فلن تحتاج إلى أن تتدخل في طريقة
استخدام القراء لموقعك وتوجهيهم.
- نقطة أخرى سيئة للغاية وهي
إجبار المستخدم على أن يتابع قائمة الإقتراحات الظاهرة كي يظهر له قائمة
أخرى وعدم وجود إمكانية تخطي إقتراح والحصول على إقتراح بمتابعة شخص آخر.
وإن كانت هذه النقطة عائدة لمشكلة تقنية فمن السهل تداركها وإن كانت مقصودة
كجزء من سياسة الموقع فستكون المشكلة أكبر من ذلك بكثير. وسوف تندرج تحت
بند سياسة الإجبار كما فعلوا في الطريقة التي اختاروها لينشر المستخدمين
المقالات على الموقع.
- في صفحة كتاب ما لن تستطيع رؤية من قيّم الكتاب إلا إن قيمه وكتب تعليق عليه (كتاب خرافة التقدم والتخلف كمثال).
- عدم القدرة على معرفة من وافق
على شئ أكتبه في الأبجديات إلا عن طريق الإشعارات الفردية. فليس في إمكاني
أن أذهب للأبجدية وأضغط على أي شئ لكي أتمكن من معرفة من وافق على
أبجديتي.
- إن كنت تقرأ كتاب فلن تستطيع أن تكتب تعليق وأنت تحدد رقم الصفحة التي توقفت عنها أثناء عملية القراءة.
- عدم القدرة على رؤية تفاعلات
الأصدقاء مع بعضهم البعض. فقط تستطيع أن ترى أبجدياتهم أو رأيهم في الكتب
أو الإقتباسات. أما إن عاد أحدهم لأبجدية سابقة وكتب تعليق عليها فلن يظهر
على (Timeline) ما يشير لهذا التفاعل الجديد.
- إن كنت تشاهد قائمة المتابعين
لك أو قائمة الأشخاص الذين تتابعهم فلن تتمكن من فتح حساباتهم الشخصية إلا
بالضغط على كلمة (عرض الملف الشخصي) ولا أعلم حقيقة ما فائدة هذه الجملة!
ألا يكفي الضغط على إسم المستخدم لأصل لحسابه الشخصي!
- كيف يمكن البحث عن الأصدقاء على الموقع ؟
- عدم القدرة على الحصول على أبجدية ما برابط خاص بها.
هناك بالتأكيد بعض الملاحظات
الأخرى ولكنها أقل أهمية في رأيي مما ذكرت. ولهذا فضلت أن أركز فقط على ما
أرى أنه ضروري وسيعطي الكثير من الحيوية للموقع إن تم البدأ في عملية
التطوير والتحسين اليوم قبل غد.
أكررها من جديد أبجد يحمل
الكثير من الأمل. ولكنني لن أكتب مديحا. لأنني أظن أنهم قد أُشبِعوا به.
سأكتب ما يراه ضميري وعقلي قد يجعلهم قادرين على أن يكونوا أكثر من مجرد
موقع ناشئ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق