الاثنين، 10 نوفمبر 2014

عندما يكتب سلفادور دالي ..



عندما يكتب سلفادور دالي .. حديث عن يونس بن عمارة

أو

ماذا لو احتوى عقل واحد على كافكا وبورخيس وجاك دريدا

تنويه: هذا نص رسالة سأبعث بها ورقيا خلال أيام مع كتب سلسلة الجوائز إلى يونس بن عمارة – الجزائر
 


أكتب لك يا يونس ولقارئ خفي ..

كتاباته قليلة .. مكثفة .. مجنونة .. لا تخلو من لمحة عبقرية مميزة.. في روح قلمه شئ لم اختبره أو أجده عند أي ممن قرأت لهم.. ربما لهذا قلت أنه سلفادور دالي لو قرر أن يكتب..

يونس .. كيف هو حالك يا أخي .. ولو أن هذا السؤال يمكن أن تجيب عليه بعد ثواني من إرساله على فيس بوك .. إلا أنني لا أستطيع أن أمنع نفسي من أن أكتبه إليك في رسالتي هذا ..

عرفت يونس عندما قرأت له مراجعة كبيرة حول نوفيلا "نعاس" لـ هاروكي موراكامي.. ثم بعدها وبترتيب قدري غامض نعمل على ترجمة مجموعة قصصية لموراكامي، عندما كنا في الأصل نتحدث عن مشروع لترجمة حكاية السيد زومر لباتريك سوزكيند التي لم تترجم إلى العربية حتى الآن ..

كافكا في خيباته وذعره .. بورخيس بخيالاته وجموحه .. جاك دريدا في حنقه وعمقه .. حسنا .. ها أنا أجد أنهم يجتمعون في شخصك .. ماذا ينقصك يا رجل لكي تتفرغ للكتابة! .. ينقصه الدعم المادي يا سادة .. ينقصه الاستقرار النفسي .. ولو أننا عملنا على توفير الاولى ربما نسهم بشئ في حدوث الثانية ..

أحببت دائما نقاشاتنا .. دائما ما تصل بنا إلى التساؤل حول معنى الحياة .. التساؤل الذي سأله تيري إيجلتون في كتابه العظيم –معنى الحياة- .. مهما كانت بداية نقاشاتنا (حول فن الرواية .. الحب .. المستقبل .. الفلسفة.. الأزمات اليومية التي نعاني منها وتشوش عقلنا) لابد أنها تتقاطع كلها مع هذا السؤال بشكل أو آخر ..

كنت أول من أفكر فيه عندما أجد أن إشكالية ما تحتاج إلى أن أبوح بها كي تظهر جوانبها ..

ينتمي يونس لمجتمع تطغى فيه روح الصحراء .. وانتمي لمدينة يخنقها الزحام والتلوث .. يتجاهل الفرنسية التي تعد أحد أعمدة الحياة في المغرب العربي .. ويصمم على الترجمة من الإنجليزية .. أتجاهل علوم الحاسب وهندسة البرمجيات وأصمم على الكتابة والترجمة .. وماذا بعد يا رجل .. إلى أي شئ سوف يقودنا هذا التيار المدوخ يا رفيق .. لا أعلم .. ولا أريد أن أعلم .. تعنيني الرحلة اليوم أكثر من موضع حط الرحال ..

نسعى لإخراج ترجمة حكاية السيد سومر للنور عن طريقة تضافر ترجمة نشارك فيها سويا .. نريدها مجانية ومتاحة على الانترنت وإن أمكن ورقية بسعر رمزي .. لا نريد من وراءها مكسب مادي على الرغم من احتياجنا إليه .. نريد خوض المغامرة متخففين من كل الأعباء .. أن نرى كيف سيكون المنتج النهائي لمّا تضع أكثر من يد تفهم بعضها البعض جهدها لإنجاز النص نفسه ..

أود أن أسافر إليه أو يأتي إليّ .. أو الذهاب معا إلى مكان ما .. سيكون خيرا إن تمكنت من لقاءك يا رفيق ولو لأيام معدودات .. سيعينني هذا نفسيا على تحمل وطأة الوجود ..

يونس .. سيكون العربي الذي لا يشبه إلا نفسه .. أرى ومضات ذلك مهما كان طريقه طويلا ..

قلبي الذي لا يتوقف عن طلب الخير لك يرجو أن يحل عليك السلام والسكينة يا رفيق الدرب وأخي الذي تفصلني عنه صحراء إفريقية الشاسعة ..

محمود حسني

10 نوفمبر 2014

هناك تعليق واحد: